الحوكمة وأخلاقيات العمل في القطاع الخاص والشركات العائلية





نظمت جامعة دار الحكمة ورشة عمل بالتعاون مع مركز ماجد قاروب للتدريب تحت عنوان: "الحوكمة وأخلاقيات العمل"، وكان ذلك يوم السبت بتاريخ 21 مايو 2022م في تمام الساعة الرابعة عصراً إلى السابعة مساءً بمقر الجامعة، وذلك لإيصال مفهوم مصطلح حوكمة الشركات للموظفين وذلك من خلال المؤتمرات المهنية والعلمية ووسائل الاتصال، والعمل على زيادة مستوى الإفصاح والشفافية في التقارير المالية وإحالتها لجميع أصحاب المصالح لإعطائهم الأمان في التعامل مع الشركة، وضرورة قيام مجلس الإدارة في اختيار المدراء التنفيذيين من بين الكفاءات العلمية والمهنية وممارسة دورهم في تطبيق القوانين والأنظمة من أجل بدور الرقابة، وعلى الشركة مكافحة الفساد الإداري والهدر المالي من خلال توعية ونشر الفكر والسلوك الأخلاقي، عن طريق تجسيد مبادئ وآليات الحوكمة.

وأوضح المستشار القانوني ماجد قاروب بأن أصبح موضوع أخلاقيات الأعمال من المواضيع التي تحظى باهتمام متزايد في السنوات الأخيرة نتيجة لأسباب عديدة في مقدمتها التأثير السلبي على إدارة الأعمال نتيجة للمعايير التي تعتمدها بعيداً عن إطار أخلاقي وشفاف وواضح من خلال حوكمة الاعمال.

وفي ظل تراجع الحوكمة عن الأعمال، فإن موضوع أخلاقيات الأعمال أصبح من المواضيع ذات الاهتمام الكبير من قبل القطاع العام والقطاع الخاص عالمياً ومحلياً، بل في أغلب الدول الان تعمل على إدخال الحوكمة وأخلاقيات العمل كمادة دراسية.

وأشار المستشار القانوني قائِلاً: إن قيم وأخلاقيات العمل أصبحت مهمة في الممارسات المهنية وفي تحسين أداء العامل واستثماره لفترة أطول بالشكل الأمثل بما يحقق عائد مادي واقتصادي للقطاع الخاص، ويلاحظ أيضا اهتمام الدولة في مكافحة الفساد بتفعيل دور الحوكمة من حيث الشفافية وسلامة الاجراءات في مؤسسات الدولة كافة.

وأضاف المستشار بأن قد يؤدي الالتزام بآليات ومبادئ الحوكمة من قبل الشركات إلى الحد من الفساد المالي والإداري مما يؤدي إلى زيادة كفاءة أدائها، وبالتالي ثقة الموظفين والمواطنين فيها، ومن هذا الجانب يمكن طرح موضوع ومحاور محاضرة اليوم "الحوكمة واخلاقيات العمل "من خلال طرح عدد من الاسئلة الهامة التي تسهم في شرح وتأصيل لهذا موضوع والتي تتمثل في:

•    المقصود بحوكمة الشركات المؤسسات.
•    لماذا حوكمة الشركات.
•    أهمية وفوائد حوكمة الشركات من الناحية الاقتصادية على مستقبل الاعمال.
•    الافصاح والشفافية وحوكمة الشركات.
•    المقصود بقيم وأخلاقيات الأعمال وفيما تتمثل مبادئها. 
•    ما أهمية قيم وأخلاقيات الأعمال في تطبيق حوكمة الشركات.

المقصود بحوكمة الشركات المؤسسات: يقصد بحوكمة الشركات القواعد التي يتم من خلالها قيادة الشركة وتوجيهها وتشتمل على آليات لتنظيم العلاقات المختلفة بين مجلس الادارة والمديرين التنفيذيين والمساهمين وأصحاب المصالح، وذلك بوضع إجراءات خاصة لتسهيل عملية اتخاذ القرارات وإضفاء طابع الشفافية والمصداقية عليها بغرض حماية حقوق المساهمين وأصحاب المصالح وتحقيق العدالة والتنافسية والشفافية في السوق وبيئة العمل.

تطبيق مبادئ الحوكمة يساعد الشركات على خلق بيئة عمل سليمة تعين الشركة على تحقيق أداء أفضل مع توافر إدارة جيدة تصبح القيمة الاقتصادية للشركة أكبر، بالإضافة إلى أن الحوكمة الرشيدة تساعد الشركات على الوصول إلى أسواق المال والحصول على التمويل اللازم بتكلفة أقل مما يعينها على التوسع في نشاطها، وتقليل المخاطر، وبناء الثقة مع أصحاب المصالح.

لماذا حوكمة الشركات:
( عامة - خاصة - عائلية ) الشركات التي تطبق مبادئ الحوكمة تعزز مستوى الثقة والاطمئنان لدى مساهميها على استثماراتهم، وذلك يعد مؤشراً على دراية مجلس الإدارة والادارة التنفيذية بالمخاطر التي تحيط بالشركة وبالتالي قدرتها على إدارة هذه المخاطر والحد منها، مما يساعد المستثمر على اتخاذ قراره الاستثماري مع مراعاة المعايير الأساسية الاخرى للاستثمار؛ وذلك إن ممارسة الشركات للحوكمة ممارسة فعالة تؤدي إلى جذب المستثمرين واكتساب ثقتهم لما لهذه الشركة من ميــزات أهمها توفير العدالة والشفافية لجميع أصحاب المصالح.
وفي الغالب يلجأ المستثمرون إلى أصحاب الخبرات لإدارة أعمال الشركات التي يســتثمرون بها نظراً إلى افتقارهم للوقت الكافي والخبرات اللازمة لإدارة تلك الشركات. 
ومن هذا المنطلق تبرز الحاجة إلى تطبيق الحوكمة التي تعزز ثقة المالك بأن أعضاء مجلس الإدارة والادارة التنفيذية للشركة ملتزمون بتحقيق أهداف الشركة والحفاظ على حقوقهم. 
حيث تتمثل التحديات في أصحاب الخبرات من المديرين ليسوا في الغالب من مُلاك الشركة، فمن المحتمل أن يُغلب المدير مصالحه الشخصية على مصالح الملاك والمستثمرين، ومن هنا تبرز الحاجة إلى تطبيق حوكمة الشركات؛ وذلك ببناء الأدوار التي تهدف إلى تكامل وتعزيز العلاقة بين إدارة الشركة وملاكها وجميع الاطراف من أصحاب المصالح ومن ثم تحقيق مبدأ العدالة والشفافية.

أهمية وفؤاد حوكمة الشركات من الناحية الاقتصادية على مستقبل الاعمال تكمن أهمية حوكمة الشركات في جوانب متعددة من أهمها الاقتصاد حيث تساهم حوكمة الشركات في رفع مستوى كفاءة الاقتصاد لما لها من أهمية في المساعدة على استقرار الاسواق المالية ورفع مستوى الشفافية وجذب الاستثمارات من الخارج والداخل على حد سواء، بالإضافة إلى تقليص حجم المخاطر التي تواجه النظام الاقتصادي.

الافصاح والشفافية وحوكمة الشركات: إن الافصاح والشفافية من أهم مبادئ حوكمة الشركات وذلك لتمكين الشركاء والمساهمين من الحصول على المعلومات المطلوبة بشفافية وعدالة، ولذلك فإن الشركات المدرجة في السوق المالية مطالبة بوضع سياسات الافصاح وإجراءاته وأنظمتها الاشرافية بشكل مكتوب. كذلك على الشركات أن يرافق قوائمها المالية تقرير صادر عن مجلس الادارة يتضمن عرضا لعمليات الشركة خلال السنة المالية المنصرمة، والعوامل المؤثرة في أعمالها التي تساعد المستثمر على تقييم أصول الشركة وخصومها ووضعها المالي، بالإضافة إلى تضمين تقرير مجلس الإدارة ما طبق ومالم يطبق من أحكام لائحة حوكمة الشركات الصادرة عن هيئة السوق المالية مع ذكر أسباب عدم التطبيق.

المقصود بقيم وأخلاقيات الأعمال: يمكن تعريف أخلاقيات العمل في الشركات بأنه "اتجاه الإدارة وتصرفها اتجاه الموظفين والعملاء والمساهمين، ويوضع هذا الاتجاه من خلال مواثيق سلوكية صارمة لتوجيه سلوك أعضاء مجلس الادارة والمديرين والموظفين.
ويتعين على هذه المواثيق أن تحدد حجم الاعمال والمخاطر المستقبلية وأماكن نشاطها. ويصاغ هذا البرنامج - على نحو واضح ومفصل وجازم ويوضح كل ما يلي:

•    السياسات والإجراءات المقرر استخدامها لمنع وقوع الرشوة في كافة أنشطة الشركة.
•    أن يكون متفقاً مع كافة القوانين المتعلقة بمحاربة الفساد والرشوة.
• على الشركة أن تضع البرنامج بالتشاور مع الموظفين
• اطلاع موظفو الشركة على سياسة تعارض المصالح وأخلاقيات العمل بصورة دورية ومنتظمة وفهم المحتوى بشكل جيد، يضمن استمرارية تنفيذها واتباعها على أرض الواقع. 
• الإخلاص - الأمانة - العدالة - الشفافية - المساءلة - الأخلاقيات.
• المحافظة على السجلات والمعلومات.
•    السرية والخصوصية.
•     الإفصاح عن المعلومات حماية المعلومات الخاصة بالملكية.
•    العمل لجهة أخرى.
•    وضع نظم داخلية للتواصل مع الادارة.
•    بلاغ عن الحالات المشبوهة من سلوكيات غير أخلاقية أو مخالفات.

وعلى الشركات أن تأخذ وقتاً كافياً لوضع تلك المعايير، وقد قامت منظمة للشفافية الدولية، بالتعاون مع الـشركات العالمية الكبـرى، بوضـع المعـايير البارزة الخاصة بها التي يطلق عليها مبادئ أعمال منظمة للشفافية الدولية، وهي مبادئ يمكن تطبيقها على شركات ذات أحجام مختلفة وكذلك علـى الـصناعات والمواقـع الجغرافية. وبالمثل قامت الغرفة الدولية للتجارة بوضع مجموعة قواعد سلوكية لمحاربـة الابتزاز والرشوة واستغلال النفوذ.

أهمية وضع ميثاق أخلاق للأعمال: تكمن أهمية الميثاق الأخلاقي في كونه التزام حقيقي تجاه ممارسات العمل، إذ إنه يوجز الإجراءات المتخذة للتعامل مع الحالات والمواقف التي يثبت بها وجود فشل على المـستوى الأخلاقـي بل يعمل جاهداً على منع وقوعها.

ويتناول الميثاق الاخلاقي بنود متنوعة تضمن الحفاظ على بيئة عمل جيدة وناجحة، ولكي تكون مواثيق الأخلاق فعالة، يتعين أن تصبح أكثر من مجرد مستند لدى الشركة، إذ ينبغي تفعيلها على نحو يعمل على تشجيع السلوك الأخلاقي لدى للموظفين، بالإضافة إلى ذلك يتعين أن توفر تلك المواثيق إرشادات بشأن العلاقات بـين ذوي الشأن وجهات صنع القرار بالشركة.

أهم القضايا العمالية:
* إفشاء المعلومات والاسرار التجارية. 
* الزي الرسمي. 
* التحرش. 
* القرارات الادارية والعمالية.

الحوكمة وإدارة الموارد البشرية:
* اللائحة الداخلية للشركة.
* اختيار إدارة مؤهلة وعلى قدر كاف من الكفاءة.
* اختيار إدارة قانونية ذات خبرات متخصصة في أعمال الشركة.
* دور ومهام موظف الحوكمة.
* دور ومهام موظف الالتزام.

أثر الحوكمة على استمرارية الشركات العائلية:
* تعارض المصالح، المنافسة، الشفافية. 
* الاحتراف الإداري في التوظيف واتخاذ القرار.
* القضاء على العامل الشخصي لحساب المؤسسي.